الغيرة المختلفة

صحوت من نومي أتثاءب واحمد الله على نعمته ونجاح ابنتي
وبينما كنت أحاول النهوض من سريري
وجدت ورقه بيضاء بجوار وسادتي
وعندما أمسكت بها لمعرفه ما بها ...ارتعشت يدي من محواها
فكالعادة بالطبع ... هي بعض من طلبات ابنتي كهدية لنجاحها
فحاولت كعادتي إخفائها وتجاهلها وكأنني لم أراها
ولكن بمجرد محاولتي الخروج من غرفتي وجدتها واقفة أمامي تخبرني: لا داعي للهرب يا أمي فلا فأئدة
وفى لحظات وجدت ابنتي الصغرى تقفز وأنا أيضا أريد مثلها تماما
فانا أيضا قد نجحت مثلها
وعبثا حاولت أن أقنعهن أن النجاح هذا لهن وليس لي
فهمت ابنتي الكبرى مبتسمة هامسة في أذني : ولا داعي لأخبارنا عن قصص جيلكم الذي كان لا يطلب بل كان يقدم العطاء كفرحه النجاح
وردت ابنتي الصغرى قبل أن انطق: وأيضا يا أمي لا داعي لان تخبرينا جملتك الشهيرة( أن الغيرة قاتله )
ويجب علينا أن لا ننظر كلانا للأخر...وان قديما لم تكن هناك غيره بل كان الحب هو ما يسود حياه الأبرار
ثم همست وهى تدندن :أننا ننظر وننتظر أن تنظري مثلنا
وعندها لم استطع الصمود فقد انتابتني نوبة من الضحك
فعلمت ابنتاي بأنه قد قدمت ساعة الصفر وأنهما قد انتصرا كالعادة
على فاقتربتا تحتضناني وهما يتساءلان: أفعلا كنت ستقولين لم يكن في حياه
الأبرار غيره أو نظر لأحدهم الأخر؟؟؟
فهمست لا بل كان هناك غيره في كل شي حتى الموت والدفن...ولكنها غيرة مختلفة ...
فهمست ابنتاي معاً :كيف ؟؟؟كيف تكون الغيرة مختلفة؟؟؟
فجلست هامسة:أتتذكرون قصه القديس بيتر ماتوس؟؟؟
فهمست ابنتي: بيتر ماتوس!!!! اللص الذي أصبح راهب؟؟؟
فأجبتها: نعــــــــــــــــــــــــــم
وأخذت أقص عليهما كيف كان هذا القديس يجاهد, وكيف كان يسرع عدوا
إذا سمع بنياحة احد من تلامذته الرهبان أو احد الآباء ويشترك في الصلاة
عليه طول الليل ويسهر أمام قلايته ولا يتركه آلا بعد تكفينه ودفنه
واخذ تلميذ القديس يتجول معه في كل مكان وكل موطن
إلى أن وقف تلميذه وسأله يا معلمي يا أبى هل ستعمل معي هكذا
وتلبسني وقت نياحتى وتدعو الآباء للصلاة معك على مثلما تفعل مع كل
هؤلاء؟؟؟؟؟
فأجابه:نعم يا حبيبي سأهتم بك وقت نياحتك وأدعو الآباء ليقوموا
معي بالترتيل والصلوات حتى تقول يكفيني ..أسمعتني يا ولدى حتى تقول يكفيني
وبالفعل ابنتي بعد مده طويلة
تنيح التلميذ وأكمل القديس كل ما وعد به واهتم بجسد وكفنه جيدا
وقام بالصلاة عليه والترتيل والتسبيح طول الليل
وبينما كان الجميع يصلى
وقف القديس وصاح مخاطبا الميت : ألم اهتم بك يا ولدى حسنا ؟؟؟ أيعوزك شيئا أخر ؟؟؟
فإذ بالميت ينطق:يا أبى...لقد أكملت وعدك وأتممت كل شي لأجلى
فمجد كل الحاضرون الله وحملوا الميت ودفنوه
أما القديس قد هرب من المجد الباطل
ثم نظرت اليهما متسائلة: ارايتم كيف كانت غيرتهم مختلفة؟؟؟
فابتسمت ابنتاي وهمستا: قصه جميله ....هيا يا أمي لقد حان الوقت للمشتريات المطلوبة
والى قصه جديده ولقاء اخر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.