الجمعة، 26 يوليو 2013

تفسير رسالة يطرس الرسول الثانية اصحاح 3 جـ1

تفسير رسالة يطرس الرسول الثانية اصحاح 3 جـ1 مجيء المسيح الثاني 1. الكتاب المقدس يركز حوله مجيئه 1-2. 2. المبتدعون ينكرون مجيئه 3-10. 3. واجباتنا تجاه مجيئه 11-14. 4. الختام 15-18. 1. الكتاب المقدس يركز حوله مجيئه "هذه أكتبها الآن إليكم رسالة ثانية أيها الأحباء، فيهما أنهض بالتذكرة ذهنكم النقي، لتذكروا الأقوال التي قالها سابقًا الأنبياء القديسون ووصيتنا نحن الرسل وصية الرب والمخلص" [2]. كما سبق وأكد الرسول في الأصحاح الأول عاد هنا ليخبرهم أن هذه الرسالة الثانية أيضًا لا تأتي بجديد، بل يحثهم بخصوص "مجيء الرب الثاني" الذي هو: 1. سبق الأنبياء فأنبأوا عن مجيئه. 2. أوصى الرب به (مت 24: 26-29؛ مر 13: 35-37؛ لو 12: 40). 3. أوصى به الرسل والتلاميذ (1 تس 5: 2-4). هذه هي غاية كلمة الله في العهدين أن ننتظر مجيء الرب ونلتقي به ومعه إلى الأبد. 2. المبتدعون ينكرون مجيئه "عالمين هذا أولاً أنه سيأتي في آخر الأيام قوم مستهزئون، سالكين بحسب شهوات أنفسهم. قائلين أين هو موعد مجيئه، لأنه من حين رقد الآباء كل شيء باق هكذا من بدء الخليقة" [3-4]. لقد سبق فتأكدنا من قيام أناس مستهزئين تدفعهم شهواتهم الخاصة إلى إنكار الوحي الإلهي وإنكار القيامة والدينونة. وكما يقول القديس أغسطينوس أن وراء كل إلحاد شهوة، وذلك لكي يهدئ الإنسان ضميره ويستبيح لنفسه أن يفعل هواه. وهنا يقدم الرسول الردود التالية مؤكدًا مجيئه الثاني: 1. الخلقة والطوفان "لأن هذا يخفي عليهم بإرادتهم أن السماوات كانت منذ القديم، والأرض قائمة من الماء وبالماء، اللواتي بهن العالم الكائن، حينئذ فاض عليه الماء فهلك، وأما السماوات والأرض الكائنة الآن فهي مخزونة بتلك الكلمة عينها، محفوظة للنار إلى يوم الدين وهلاك الناس الفجّار" [5-7]. وكما يقول القديس أغسطينوس بأن الرسول لم يذكر شيئًا في هذا الفصل (1-13) عن قيامة الأموات مركزًا إثبات الأدلة على دمار العالم. فإذ يقولون أن كل شيء باق من بدء الخليقة نسوا أنه "بكلمة الرب صُنعت السماوات وبنسمة فيه كل جنودها". نسوا أن الخالق أيضًا سمح بالطوفان، فأهلك في القديم من هم على الأرض (تك 7: 11)، وهذه صورة مبسطة للهلاك المنتظر الذي يحل بالفجّار. 2. عدم خضوع الله للزمن "ولكن لا يخفى عليكم هذا الشيء الواحد أيها الأحباء، أن يومًا واحدًا عند الرب كألف سنة، وألف سنة كيومٍ واحٍد" [8]. يخضع الإنسان للزمن لهذا يتعجل الأمور، أما الله فلا يخضع للزمن بل فوق حدوده، إذ كل الأمور مكشوفة قدامه. فلا عجب أن حسب الخلقة من آدم حتى يوم مجيئه بيومٍ واحد (مت 20: 8). ويقول المرتل "لأن ألف سنة في عينيك مثل يوم أمس" (مز 90: 4). وقد استخدم الأب لانكتانتيوس هذا النص في إثبات أن ستة أيام الخليقة لا نعني اليوم العادي أي 24 ساعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.