الثلاثاء، 16 يوليو 2013

تفسير رسالة بطرس الرسول الأولى اصحاح 2 جـ5

تفسير رسالة بطرس الرسول الأولى اصحاح 2 جـ5

وماذا قدم لنا المسيح كمثال؟
1. "الذي لم يفعل خطية ولا وجد في فمه مكر" [22] .

لم يقصد الرسول أن يتحدث هنا عن قداسة المسيح، فهو قدوس بلا خطية، لكنه يسير معنا في طريق الصليب لكي نقتفي آثار خطواته، فإنه لم يفعل خطية واتُّهِمَ بأنه صانع شر؛ ولا وُجِدَ في فمه مكر واتُّهِمَ كمضلل.

2. "الذي إذ شُتِمَ لم يكن يشتم عوضًا، وإذ تألم لم يكن يهدد، بل كان يسلم لمن يقضي بعدل" [23]. كديان من حقه الانتقام، لكنه قبل آلام الصليب، محتملاً الشتم "كنعجة صامته أمام جازيها لم يفتح فاه" (إش ٥٣: ٧)، وهكذا كل من يختار السير مع المسيح المصلوب!

3. "الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على خشبة، لكي نموت عن الخطايا، فنحيا للبرّ الذي بجلدته شفيتم. لأنكم كنتم كخراف ضالة، لكنكم رجعتم الآن إلى راعي نفوسكم وأسقفها" [24-25].

بطرس الرسول كشاهد عيان لآلام ربنا يسوع رآه مثالاً لاحتمالها. رآه وهو يعلن "نفسي حزينة جدًا حتى الموت"... دخل البستان ليحمل خطايا البشرية على كتفيه ويصلبها على الصليب. أما الرسول بولس فركز حديثه عن الرب يسوع كمثال في احتمال الموت على الصليب.

يكشف لنا الرسول مفهوم آلام الصليب إنها ليست مجرد شجاعة وقدرة على الاحتمال، بل أساسها حب وبذل، إذ أراد بجلدته أي جراحاته أن يشفي جراحاتنا، فأحنى ظهره باختياره، ليحمل بطريقة سرية خطايانا في جسده، إذ "قدم مرة لكي يحمل خطايا كثيرين" (عب ٩: ٢٨). "إنه سكب للموت نفسه وأُحصي مع آثمة، وهو حَمل خطية كثيرين، وشفع في المذنبين" (إش ٥٣: ١٢).

بآلام الحب أوضح لنا رعايته لنا إذ هو "راعي نفوسنا وأسقفها"، يبحث عن كل نفس مريضة فاتحًا ذراعيه لكل ضال!

اختار الموت "على خشبة"، وهذا لم يكن جُزافًا، بل كما يقول أبونا البابا أثناسيوس الرسولي:

[لم يكن لائقًا بالرب أن يمرض وهو الذي يشفي الآخرين...

لقد جاء كمخلصٍ لا لينقذ موتًا خاصًا به، بل يموت نيابة عن الآخرين... لذلك قَبِل الموت الذي جاءه من البشر لكي ينزع بالكمال الموت.

لو أن الموت حدث بصورة سرية، لما كان موته يشهد للقيامة...

جاء بنفسه ليحمل اللعنة التي علينا (غل ٣: ١٣) وهذا هو الصليب.

كيف يدعونا (نحن الأمم) ما لم يُصلب باسطًا يديه لدعوتنا؟

من أجل أن الصليب كان أفظع وجوه الموت وأقصى غاية المعاقبين، لذلك احتمل السيد المسيح الصلب طوعًا بكيان ناسوته المحتمل ذلك فداءً لبني آدم من أقصى غاية العقوبات للموت.]

يقول القديس أغسطينوس: [اختار الصليب ليذوق أمَرّ العذابات، إذ يموت موتًا بطيئًا، إذ أطاع حتى الموت موت الصليب (في ٢: ٨).]

يقول العلامة ترتليان: [إاختار الصليب إتمامًا للنبوات والرموز الواردة في العهد القديم.]

وكيف نقتدي بالمسيح المصلوب؟
يقول الرسول "لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبرّ". يقول القديس أمبروسيوس: [لذلك هل صُلِبَتْ الخطية لكي نحيا لله؟ فمن يموت عن الخطية يعيش لله! هل تعيش لذاك الذي بذل ابنه حتى يَصْلِب شهواتنا في جسده؟ فإن المسيح مات عنا حتى نعيش في جسده المحيي لذلك فإنه لم تَمُتْ حياتنا بل مات عصياننا فيه... إذن خشب الصليب هو سفينة خلاصنا لعبورنا.]

ويقدم لنا القديس أمبروسيوس درسًا آخر إذ يقول: [من لا يتعلم أن يغفر لمضايقيه عندما يتطلع إلى المسيح وهو على الصليب يطلب من أجل مضطهديه؟ أما ترى أن هذه الصفات التي للمسيح - كما يحلو لك أن تقول - إنها قوتك.]

1 فاطرحوا كل خبث و كل مكر و الرياء و الحسد و كل مذمة
2 و كاطفال مولودين الان اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنموا به
3 ان كنتم قد ذقتم ان الرب صالح
4 الذي اذ تاتون اليه حجرا حيا مرفوضا من الناس و لكن مختار من الله كريم
5 كونوا انتم ايضا مبنيين كحجارة حية بيتا روحيا كهنوتا مقدسا لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح
6 لذلك يتضمن ايضا في الكتاب هانذا اضع في صهيون حجر زاوية مختارا كريما و الذي يؤمن به لن يخزى
7 فلكم انتم الذين تؤمنون الكرامة و اما للذين لا يطيعون فالحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار راس الزاوية
8 و حجر صدمة و صخرة عثرة الذين يعثرون غير طائعين للكلمة الامر الذي جعلوا له
9 و اما انتم فجنس مختار و كهنوت ملوكي امة مقدسة شعب اقتناء لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة الى نوره العجيب
10 الذين قبلا لم تكونوا شعبا و اما الان فانتم شعب الله الذين كنتم غير مرحومين و اما الان فمرحومون
11 ايها الاحباء اطلب اليكم كغرباء و نزلاء ان تمتنعوا عن الشهوات الجسدية التي تحارب النفس
12 و ان تكون سيرتكم بين الامم حسنة لكي يكونوا في ما يفترون عليكم كفاعلي شر يمجدون الله في يوم الافتقاد من اجل اعمالكم الحسنة التي يلاحظونها
13 فاخضعوا لكل ترتيب بشري من اجل الرب ان كان للملك فكمن هو فوق الكل
14 او للولاة فكمرسلين منه للانتقام من فاعلي الشر و للمدح لفاعلي الخير
15 لان هكذا هي مشيئة الله ان تفعلوا الخير فتسكتوا جهالة الناس الاغبياء
16 كاحرار و ليس كالذين الحرية عندهم سترة للشر بل كعبيد الله
17 اكرموا الجميع احبوا الاخوة خافوا الله اكرموا الملك
18 ايها الخدام كونوا خاضعين بكل هيبة للسادة ليس للصالحين المترفقين فقط بل للعنفاء ايضا
19 لان هذا فضل ان كان احد من اجل ضمير نحو الله يحتمل احزانا متالما بالظلم
20 لانه اي مجد هو ان كنتم تلطمون مخطئين فتصبرون بل ان كنتم تتالمون عاملين الخير فتصبرون فهذا فضل عند الله
21 لانكم لهذا دعيتم فان المسيح ايضا تالم لاجلنا تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته
22 الذي لم يفعل خطية و لا وجد في فمه مكر
23 الذي اذ شتم لم يكن يشتم عوضا و اذ تالم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضي بعدل
24 الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر الذي بجلدته شفيتم
25 لانكم كنتم كخراف ضالة لكنكم رجعتم الان الى راعي نفوسكم و اسقفها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.