ادم وحواء
|
![]() |
1- آدم: هوَ
الإنسان الأول الذي خلقه الله على صورته ومثاله. وصورته ومثاله لا يعني
شكله، بل يعني الفكر وحريّة العقل وقوّة الحبّ... وهذه من صفات الله نقلها
إلى الإنسان محبّةً به.
طلب الله من آدم المشاركة في عملّية السيادة على الأرض. أرادَهُ مشاركاً
على كلّ المخلوقات. الله مدّ يده للإنسان بالخلق، وأراده إله صغير، مكمّل،
مشارك، منجز ومحقّق لأعمال الله.
لكنّ آدم جُرِّبَ من قبل المجرّب (الحيّة)، ووَقَعَ آدم في التجربة.
فهنا الفرق بين آدم الأول وآدم الثاني، أو آدم القديم وآدم الجديد (الذي
هوَ يسوع المسيح).
آدم الأول: هوَ إنسان أرضيّ ونفسانيّ، نقل لنا الخطيئة والموت،
بعصيانه جلبَ لنا الخطيئة، وتمرّده وكبريائه وأنانيته وتخطّيه إرادة الله،
فنزع يده من يد الله.
أما آدم الثاني: هوَ سماويّ وروحانيّ، أعطانا نعمة الله. نلنا التبرير
والتحرير والتنوير. بطاعته رفعنا إلى البرّ والقداسة.
لا يمكن أن أفهم العهد الجديد دون المرور بالعهد القديم، أي أن بوابة العهد
الجديد هي العهد القديم. مثل الساقية أو النهر الذي يصبّ في البحر. فالعهد
القديم كُتِبَ صور ورموز بأشخاص وحكايات كلّها لاقت تنفيذاً وترجمةً
ووضوحاً وحقيقةً وحضوراً بيسوع المسيح.
يعود كل واحد منّا إلى نفسه. أنا "آدم". وإنطلاقاً من تقبّل المعموديّة صرت
من نسلٍ مسيحيّ. كنتًُ من نسلِ آدم فصرت من نسلٍ مسيحيّ. ولكن المجرّب
ينتظر على باب كل واحد منّا. ولا أنظر إلى البعيد، فإن إعداء الإنسان أهلُ
بيته، فلأنظر إلى نفسي، عيني، أذنيّ، جسدي، مواهبي وكبريائي... ومرّات
كثيرة أنزع يدي من يد الربّ، وأسمع صوت آخر. أتخلّى عن الربّ وأقع في
الخطيئة الأصليّة. وسُميَت اصليّة لأن الإنسان يظن نفسه الأصل وينسى الربّ.
فقد ورث كل واحد منّا من آدم. والجميل في الكتاب المقدّس، أننا نجد نفسنا
في كلّ وجه من الوجوه. فمثل آدم نحن أحياناً نتجاهل وننسى الربّ لنعمل ما
يُريحنا.
2- الوجه الثاني: حواء.
المفهوم الأنثوي في عمليّة الخلق:
ما هوَ دور المرأة، وما مكانتها والأهميّة التي أُعطيَت لها في عمليّة
الخلق. لا ننسى المراحل الرئيسيّة في تاريخ الخلق: خلق، تجسّد، فداء
وقيامة: مختصر مفيد لتاريخ الخلاص.
إذاً بدأت قصة الخلق بالرجل اولاً دون المرأة، ثم اصبحت المرأة حاجة
ملحّة، أي عظماً من عظام الرجل، أي من طينة واحدة. وهذا مفهوم فلسفي، أي
حتى في عمليّة الخلق، الاختلاف وُجِدَ. “L’Unité dans la Diversité”،
ذكراً وأُنثى خلقهما. فالذكر مهمّ والأنثى مهمّة، لكنهّما مهمّين مع
بعضهما.
-المرأة هي الأخيرة في عمليّة الخلق، وكأن كلّ شيء كان معدّاً لاستقبالها.
-المرأة هي مجرَّبَة ومُجَرِّبة. مجَرَّبَة من الشيطان ومُجَرِّبَة لآدم.
فالحيّة توجّهت بالكلام للمرأة فظهرت لها الثمرة شهيّة وجذّابة فأكلت ثمّ
أكل رجلها. أغوَتْها الحيّة فأغوت آدم.
وكل واحد منّا هكذا.
وهناك أيضاً حواء الثانية التي هي "مريَم". تلكَ قالت "كلاّ"، هذه قالت
"نعم". فعمل آدم وحواء سيّء جداً تجاة الرب، لكنّه مهمّ جدّاً لنفهم العهد
الجديد. فممّا هوَ سلبيّ، تمرّديّ وصلنا إلى الطاعة. مثل يوضاس، عمله شنيع
جدّاً، لكنّه يدخل في تصميم الله الخلاصي، وهوَ أوّل من بشّر بيسوع عندما
ذهب إلى اليهود ورمى المال في وجههم وقال، اسلمتُ دماً بريئاً.
إذاً نتيجة الخطيئة المشتركة كانت طرد العائلة من الفردوس.
العائلة الأولي طُرِدَت من الفردوس وظهرا عريانَين. والعري يدل على
تخلّي الله، مَن يُخطئ يتعرّى عن الله ويلبس الخطيئة، ويتخلّى عن حلّة
النعمة.
حواء الأولى: أعطتنا نسل الخطيئة، مالت إلى الحيّة وفقدت الحياة، ارتمت
إلى الحيّة وأعطتنا الموت.
وحواء الثانية: مريم، تخلّت عن نفسها وقالت "نعم".
على ضوء هذا الكلام كلّ واحد منّا يرى اين ال "نعم" وال "لا" لربّنا.
فنعمل فحص ضمير، وعمليّة تحدّي ونرى كم "لا" عندنا في حياتنا مع العلم أن
الربّ يريد ال "نعم". لكن البطولة هي أن لا نبقى ساقطين، بل ننهض والمسيح
يمدّ دائماً يده إلينا.
|
الجمعة، 22 فبراير 2013
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.